صائدي الفئران

صائدي الفئران :
إنني وأثناء تجوالي في الجامعة..ألاحظ رجالا..غير الرجال الآخرون ..هم عًمالُ ولكنهم ليسوا كالآخرين ..
يذكرونني ؟!! لا أدري بمن ؟ ولكنهم فعلا مختلفون... ملامحهم تجعلني أحترمهم غصبا.. فهي تحكي مآسي الحياة .. وكأنهم يقولون لنا عندما نمر بجنبهم ..إن الدنيا مدرسة كبيرة... دائما ما أراهم ولكنهم لا يرونا..غاضون بصرهم على ما أظن...ولكن ما اعتقده هو سباحتهم في أفكارهم يجعلهم لا يلتفتون لسكنات وحركات الآخرين ...
حاملين معهم شِباكا.. فيذكرونني .. بالشيخ والبحر –الرواية المترجمة لهمنجواي - واللؤلؤة كذلك..
حاملين معهم اسطوانة على ظهورهم فيبعث ذلك في نفسي شعورا إننا في فيلم من نوع الخيال العلمي الذي يحكي قصص المسافرون للفضاء...
لباسهم يوحي لي بأفلام الأبيض والأسود الدرامية التي تحكي ظلم المجتمع وقسوة عيش الدنيا ...
طولهم ...يشمخ ليقول نحن نصل إلى مالا تصلون إليه...
مشيتهم المتئدة...تهمس بالصمت, فهناك شيئا مختبئ يريدون إخراجه... فعلا لا أدري كيف أن نفسي لهؤلاء الثلاثة تقف احتراما مع إنني لم أتحاور معهم ..ولكن سبحان الله ..وكأنهم المنقذون ...لا أدري فعلا ...لا أدري..............
ثلاثة هم فعلا... ولكل واحد ملامح تحكي روايات من الزمان المكافح
أحدهم يشعرني عند رؤيته بالتحدي ...وجهه...يديه..كلها توحي بالقوة على عكس منهم من جنسيته الذين رأيتهم.
الآخر..أو الثاني الأطول فيهم ..يضع عمامته الحمراء ...وكأنها تلوح بإشارات الخطر لمخلوقات ليست نحن...كأنه يقول لنا لا تخافوا أنا هنا...شفتاه كأنهما تبتسم مع أنني لم أرها صراحة ...
الثالث والذي ينظر إلينا...مرات قليلة جدا...وكأنه يريد القول لنا أنتم محظوظون ..ماذا لو جئتم ورئيتم عيشي ؟ولكني أقرأ أيضا من وجهه الصبر والرحمة والرفق..أحسه أحن شخص في حارته على أبنائه وزوجته..لا أدري لماذا؟؟؟
ولكنهم مذهلون حتى ولو بالنسبة لي
وحتى وإن كان ما قرأته من وجوههم لا يعكس الأحرف الحقيقية ,ولكن أحب أن تبقى صورتي عنهم كذلك
ليزداد يقيني إن الدنيا حلوه – بأناس خيرين-
هؤلاء الثلاثة هم( صائدي الفئران)

ملا حظة: بعد 5أشهر من كتابتي لهذا النص
فأر في غرفتي ... هؤلاء يخرجوه منها . سبحان الله
فشكرا لصائدي الفئران
تيقنت بمدى أهمية كل عامل مهما كان عمله في معادلة التحدي والمغامرة والتعاون لخدمة المجتمع
ولابد لنا أن لا نغتر بأسد في مظهره فأر من داخله


JMJO
2009-مايو

تعليقات

المشاركات الشائعة